"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

20‏/11‏/2010

من فجر كنيسة سيدة النجاة : إني اتهم هؤلاء - 1

بقلم عشتار العراقية
يرجى مراجعة كل ماسبق في
ملف كنيسة سيدة النجاة قبل قراءة هذه المقالة. ما أعرضه هنا هو خيوط أولية وسوف أقوم بجمعها في النهاية.

من أين أبدأ في وضع قطع الصورة المبعثرة في أماكنها الصحيحة حتى تتجلى لنا الصورة بكامل تفاصيلها؟ لنبدأ من فرنسا آخر قائمة المتهمين.

الدور الفرنسي
تعود أبعاد العلاقة بين الموارنة في لبنان وفرنسا الى ايام لويس التاسع ملك فرنسا حيث وجه رسالة الى موارنة لبنان في 1250 يقول فيها
"إننا موقنون، أن هذه الأمة، التي قامت تحت اسم القديس مارون، هي جزء من الأمة الفرنسية" . وحسب معاهدة 1535 اصبح من حق فرنسا حماية الكاثوليك في لبنان، وترسخت الحماية الفرنسية بتعهد لويس الرابع عشر ، عام 1649، حماية الكنيسة المارونية وطائفتها، إذ يقول، في رد على رسالة من البطريرك: "ليكن معلوماً، أننا نضع تحت حمايتنا ورعايتنا بطريرك ورعايا وإكليروس المارونية المسيحية، الذين يعيشون ويعملون في جبل لبنان" . وقد جدَّد الملوك الفرنسيون اللاحقون هذا التعهد، حتى أصبح، في القرن الثامن عشر، تقليداً محدد الأُسُس.

وفي عام 1840، حينما أصبح لبنان حجراً أساسياً في "المسألة الشرقية"، اعترف معظم الدول، وخاصة الكبرى منها، بحق فرنسا في حماية الموارنة. وهذه المرحلة شهدت بدء السعي الماروني، داخل فرنسا، إلى كسب مساعدة حكومة فرنسا ومؤسساتها التشريعية ورأيها العام. أما في عام 1860، فقد تحولت الحماية الفرنسية المعنوية، إلى حماية صريحة، حينما نزلت في لبنان، قوة فرنسية، مؤلفة من ستة آلاف جندي، لحماية الموارنة والمسيحيين، ضد الدروز والمسلمين. وظهرت الحماية الفرنسية، كذلك، خلال انعقاد اللجنة الدولية في بيروت، حين تبنّى المندوب السامي الفرنسي المطالب المارونية؛ وكان لفرنسا الدور الأساسي في إنشاء متصرفية جبل لبنان. وعلى الرغم من أن التسوية الشاملة، عام 1861، منحت الدول الأوروبية، ومنها فرنسا، حق حماية المسيحيين في لبنان، إلاّ أن الموارنة تشبثوا بالحماية الفرنسية. وتطبعوا بطباع الفرنسيين، حتى لقبوا أنفسهم بفرنسيي الشرق. وكان الاحتلال الفرنسي، بل اتحاد لبنان وفرنسا، مطلباً قومياً مارونياً؛ إذ يخلصهم من السيطرة العثمانية الإسلامية، التي طالما قاوموها، ويضعهم تحت حكم قوى مسيحية، تربطهم بها علاقات، ثقافية ودينية واقتصادية، متينة. ومن اجل خلق ملاذ لمسيحيي الشرق قامت القوى الاوربية بانشاء متصرفيةجبل لبنان ذات الحكم الذاتي في 1860 ولنفس السبب انشأت فرنسا دولة لبنان الكبير عام 1920. وداخل فرنسا ازداد الاهتمام بسوريا ولبنان وجرت حملات دعاية لمساندة النفوذ الفرنسي في المشرق وبدا واضحا ان فرنسا تمهد الطريق لاحتلال البلدين ، مما دعا الموارنة الى حث فرنسا على تعجيل احتلال لبنان واقامة دولة مسيحية فيه تحت حماية فرنسية واصبح الكثير من المسحيين اللبنانيين يرون أنفسهم جزاء من امة تطالب بدولة مستقلة تتمتع بالحماية الاجنبية.

للاطلاع على نشوء المارونية السياسية والظروف التي ادت الى الحرب الأهلية وقيام حزب الكتائب ثم القوات اللبنانية والقتل والتنكيل والانقلابات والمؤامرات التي حصلت على مدى تاريخ لبنان الحديث ، اذهب الى هذا الرابط .

هذه كانت بداية العلاقة الفرنسية المارونية والتي استمرت حتى الوقت الحديث، وسوف نرى كيف تم ربط احداث العراق بحلم الدولة المسيحية المستقلة في المنطقة.

حزب القوات اللبنانية وسمير جعجع

ويكيبيديا- ( سمير جعجع (25 أكتوبر 1952 -)، سياسي لبناني. يعتبر أحد أبرز المشاركين في الحرب الأهلية اللبنانية. يلقب بالحكيم أي الطبيب في اللهجة اللبنانية لدراسته الطب على الرغم من أنه لم يكملها بسبب اندلاع الحرب. هو رئيس الهيئة التنفيذية لحزب القوات اللبنانية إحدى الميليشيات السابقة التي لعبت دورًا مهمًا في الحرب وتحولت الآن إلى حزب سياسي.

بعد دخول الجيش السوري ووقوع معركة تل الزعتر عاد إلى دراسته في الجامعة، لكنه تركها قبل تخرجه بشهور معدودة إثر تجدد القتال. وطلب بشير الجميّل بإلحاقه في القوات اللبنانية المشكلة حديثًا، وفي تلك المعارك أصيب إصابة خطيرة نقل إثرها إلى فرنسا للعلاج. كما إنه قاد المجموعة التي أرسلها بشير الجميّل إلى إهدن لمحاربة النائب طوني فرنجيّة زعيم ميليشا المردة ضمن خطته لتوحيد البندقية المسيحية. وبعد تنامي سيطرته وقيامه بانتقاد الزعامات المسيحية التي وصفها بالتقليدية تم طرده من حزب الكتائب فقام بانتفاضة على رئيس ميليشيا القوات فؤاد أبو ناضر مع كريم بقرادوني وإيلي حبيقة وذلك عام 1985، حيث أصبح إيلي حبيقة القائد العام للميليشيا، إلا إنه أطاح به في يناير 1986 وتسلم القيادة مكانه وذلك بعد توقيع حبيقة على الإتفاق الثلاثي مع رئيس حركة أمل نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط برعاية سورية.

كما خاض حربًا شرسة ضد الجيش اللبناني بقيادة العماد ميشال عون سميت بحرب الإلغاء. وبعد اتفاق الطائف تحولت القوات إلى حزب سياسي كما بقية المليشيات المتصارعة.

في عام 1994 سجن بسبب اتهامه بتفجير كنيسة سيدة النجاة في كسروان وقد حصل على البراءه من هذه التهمه، إلا إنه حوكم بتهمة اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رشيد كرامي ورئيس حزب الوطنيين الأحرار داني شمعون، كما اتهم باغتيال النائب طوني فرنجيّة ابن الرئيس سليمان فرنجيّة وعائلته في إهدن وهو ما سمي لاحقًا بمجزرة إهدن. وحكمت المحكمة عليه بالإعدام، إلا إن الحكم خفف من قبل رئيس الجمهورية إلياس الهراوي إلى السجن مدى الحياة، كما تم الحكم بحل القوات اللبنانية. أطلق سراحه عبر عفو نيابي خاص من قبل المجلس النيابي الذي إنبثق بعد خروج الجيش السوري من لبنان عام 2005، وعاد بعد ذلك إلى نشاطه السياسي.)

وفي الواقع أن اصابع الاتهام توجه اليه لتفجيره كنيستين باسم (سيدة النجاة ) في لبنان: احداها مطرانية سيدة النجاة في زحلة ويروي شاهد العيان روبير حاتم لصحيفة (الحقيقة) فيقول :

" في 9 أيار / مايو 1985 ، وبعد أن أصبح حبيقة رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية ، بدأ الصراع بينه وبين جعجع الذي قاد انتفاضة بدعم أمين الجميل وكريم بقرادوني أدت في النهاية إلى خروج حبيقة من المنطقة الشرقية في بيروت . وبعد سلسلة من المواجهات والسفر والترحال من وإلى دمشق وأوربا بمساعدة رفيق الحريري الذي وضع أمواله وطائراته بتصرفه ، أقام حبيقة ( وأنا المسؤول الأمني عنه) مقرا لقيادة مجموعته في زحلة . لكن جعجع أصر على مطاردته ولو ذهب إلى المريخ ، فقد كان يدرك أن كرسي القوات تحت مؤخرته لن يرسخ في الأرض بقوة طالما بقي حبيقة حيا . وازدادت شهوة جعجع إلى قتله بعد فشل محاولة حبيقة في 27 أيلول / سبتمبر 1986 لاختراق خطوط التماس والعودة إلى بيروت الشرقية مرة أخرى . وفي العام التالي ، وبعد أن علم جعجع عن طريق جهاز أمنه أن حبيقة سيعقد اجتماعا في مطرانية سيدة النجاة في زحلة ، التي تعتبر حاضرة الكاثوليكية في الشرق ، قرر تفجير المطرانية على رأسه " !

للاطلاع على بقية الحوار وفيه طريقة تفجير الكنيسة وكيفية ادخال المتفجرات وهي مهمة في مقارنتها بتفجير كنيسة (سيدة النجاة ) في بغداد، اذهب الى هذا الرابط

والكنيسة الاخرى هي "سيدة النجاة" في ذوق مكايل في جونيه، القريبة من بيروت، في 27 فبراير/شباط 1994، انفجرت قنبلة صغيرة نسبيا ما أدى إلى مقتل 10 أشخاص وإصابة آخرين بجروح.

أثناء التحقيق في جريمة سيدة النجاة في جونية اكتشف قاضي التحقيق ادلة تشير إلى أن القوات اللبنانية - بقيادة سمير جعجع - اقترفت عملية اغتيال قائد حزب الوطنيين الأحرار ، داني شمعون، وأفراد عائلته في أكتوبر/تشرين الأول 1990 . وبناء على ذلك، وُجِّهت إلى جعجع ومسؤولين آخرين في القوات اللبنانية تهمة ارتكاب أعمال القتل هذه؛ بينما وجهت التهم نفسها إلى آخرين غيابياً . وطبقا لما ذكرته منظمة العفو الدولية في وثيقة خاصة بهذه المحاكمة ، فإن محامي الدفاع عن سمير جعجع في قضية تورطه في قتل داني شمعون بدوافع سياسية حاججوا بأن الجريمة " وقعت إبان الحرب الأهلية، ولذا فهي مشمولة بقانون العفو العام لعام 1991" (القانون رقم 84/91). بيد أن المجلس العدلي رفض هذا العذر، قائلاً إن عملية القتل، وعلى الرغم من وقوعها خلال هذه الفترة، تقع ضمن فئة الجرائم المستثناة من قانون العفو، وأن متابعتها تقع ضمن الولاية القضائية للمجلس. (المصدر اعلاه) .

إنقسام الموارنة

- الانقسام التاريخي بين الموارنة أنفسهم، وهذا الانقسام ليس حديث العهد كما يبدو للبعض، ففي زمن الانتداب الفرنسي وبعده زمن الاستقلال، كانت هناك "ثنائية" "بشارة الخوري" و"إميل إده". ولا ننسى الصراع المرير الذي نشب في الحرب بين "إيلي حبيقة" و"سمير جعجع"، ومن ثم بين العماد "ميشيل عون" و"سمير جعجع" من أجل السيطرة على المناطق المسيحية، وهو صراع يتجدد اليوم.
ويبدو أن الانقسام بين الموارنة جعلهم يعيشون حالة من التشويش والارتباك ساهمت في دخولهم في اللعبة الدولية المخططة لتأجيج الصراع بين السنة والشيعة، فألحق فريق منهم نفسه بحزب الله وأقام معه تحالفاً، مستغلاً بذلك عدد السكان الذي يمكن أن يوصل رئيس هذا الفريق "العماد ميشيل عون" إلى سدة الرئاسة، وألحق الفريق الثاني نفسه بالتيار السني، وهو تيار المستقبل، أو تيار آل الحريري، ودخل في "قوى 14 آذار"، مستفيداً من الدعم الأمريكي والفرنسي لهذه القوى. (المصدر السابق)

هذه نبذة صغيرة من صراع الأخوة الموارنة في لبنان على النفوذ وجرائم سمير جعجع.

علاقة القوات اللبنانية بالكيان الصهيوني

أيّد الكثير من الموارنة مواقف الحركة الصهيونية في فلسطين المحتلة، وقد اشتهر بعضهم بتعاملهم المباشر مع "إسرائيل" ودعمهم اليهود في إنشاء دولة "إسرائيل" على أرض فلسطين، ومن هؤلاء رئيس الجمهورية الأول "بشارة الخوري" الذي اتهمه رئيس الوزراء "سامي الصلح" بشكل صريح بالعمالة، كذلك فقد أيد قيام دولة "إسرائيل" الكثير من مفكريهم وسياسييهم ومطارنتهم. وقد استمرت هذه العلاقة بين الموارنة واليهود عبر عهود كثير من الرؤساء الموارنة، إلا أنها لم تظهر للعلن إلا خلال الحرب الأهلية التي بدأت عام 1975م.. وحصل أول لقاء سياسي بالقادة "الإسرائيليين" بواسطة "جوزف أبو خليل" أحد مسؤولي حزب الكتائب الماروني عام 1976م، وبعد ذلك توالت
اللقاءات بين الفريقين، واشترك فيها أغلب القادة الموارنة المنتمين إلى الجبهة اللبنانية، وعلى رأسهم الرئيس السابق "كميل شمعون" زعيم حزب الوطنيين الأحرار، و"بيار الجميل" زعيم حزب "الكتائب اللبنانية"، و"بشير جميل" وشقيقه "أمين جميل"، وقائدا القوات اللبنانية، الجناح العسكري لحزب الكتائب سابقاً، "إيلي حبيقة" و"سمير جعجع"... وغيرهم كثير. (المصدر السابق)

الصهاينة اختاروا جعجع

صدر في منتصف 2009 كتاب "اهدن لعنة المسيحيين العرب" للكاتب والصحافي الفرنسي ريتشارد لابيفيير، احد اكبر الصحافيين الفرنسيين المختصين بشؤون الشرق الأوسط ورئيس تحرير مجلة معهد الدراسات العليا للدفاع الوطني. ويتحدث الكتاب، الذي سيصدر عن دار فايار، عن تأثير مجزرة إهدن على حياة المسيحيين العرب. ويسلط الضوء على علاقة بشير الجميل الرئيس اللبناني السابق، الذي اغتيل قبل ان يتسلم مهامه، بالكيان الصهيوني وتحديدا بمسؤول الموساد ديفيد كيمي، والتي تعود إلى ربيع عام 1976، والهادفة إلى ايصاله إلى السلطة لتوقيع سلام مُنفصل بين العدو الاسرائيلي ولبنان وعلى رأسه سلطة حليفة له. ويؤكد لابيفيير في كتابه ان مجزرة اهدن كانت تهدف بشكل اساسي لوضع اليد الكتائبية حليفة اسرائيل على القرار المسيحي اللبناني، وان الف شخص شاركوا فيها.

وقال لابيفيير لصحيفة "القبس" الكويتية أنّ ما هو مهم في الكتاب هو انه يكشف ان تعيين سمير جعجع قائدا لقوات الكتائب في شمال لبنان تم بناء لطلب من الموساد الاسرائيلي انطلاقا من تحليل الخلية النفسية في الموساد لشخصية سمير جعجع. فهو من بلدة بشِرِّي في قضاء الشمال، اي من عرين زعيم مسيحيي الشمال طوني فرنجية، ومن عائلة متواضعة، والعملية تسمح له بالانتقام من وضعه الاجتماعي. والمسألة الثانية هي ان طلب سمير جعجع ابن البيت المتواضع من طوني فرنجية الوزير، وابن رئيس الجمهورية وابن عائلة فرنجية الاستسلام له سيدفع بطوني فرنجية للدفاع عن نفسه وسيتصدى لمهاجميه علماً أنّ بشير الجميل له الف مقاتل.

واختيار جعجع برأي الموساد لتولي عملية اهدن لا يترك مجالا امام طوني فرنجية سوى المواجهة، وبالتالي الانتحار. ولذلك فان عملية اهدن برأي لابيفيير كانت مركبة من عمليتين في ذات الوقت للتأكد من مقتل طوني فرنجية.

ويلفت الكاتب الى ان الخطة كانت تهدف للقضاء على معقل آل فرنجية ووصول بشير الجميل في مروحية الى قصر طوني فرنجية لعقد مؤتمر صحافي يؤكد فيه سيطرة الكتائب على الشمال المسيحي كاول خطوة للاستيلاء على السلطة في لبنان ضمن التحالف مع اسرائيل، الا ان مسارعة انصار فرنجية الى القصر والاشتباكات التي جرت والمقاومة التي ابداها طوني فرنجية احبطت عملية الارز، كما كان مقررا لها.

الصهاينة دربوا قوات جعجع

السبت مايو 10 2008/ لندن - - نشرت مدونة "فيلكا اسرائيل" التي تصف نفسها بانها مدونة "ضد الحرب وضد الجرائم الاسرائيلية"، ولها علاقات وثيقة ومطلعة مع قادة اسرائيليين مقابلة مطولة مع الجنرال اهارون زئيفي الذي كان مديراً للاستخبارات العسكرية الاسرائيلية (امان) في فترة 2002-2006 يعلن فيها ان اسرائيل دربت عناصر من القوات اللبنانية التي يقودها سمير جعجع قائلا "لقد دربت إسرائيل رجال جعجع أحسن تدريب وسيظهر في أي مواجهة مقبلة بأن القواتيين سيصمدون وقتا أكبر في مواجهة حزب الله ولكنهم سيهزمون في النهاية". وسئل زئيفي عن سمير جعجع فقال: "سمير جعجع على علاقة صداقة بأوزي آراد الرئيس السابق للموساد والأخير إتصل به مؤخرا وكان جعجع منهارا بسبب الوعود الكاذبة لحلفائه".

حلم الدولة المسيحية

كان المشروع الأميركي للشرق الأوسط الجديد يقوم على تقسيم المنطقة إلى كيانات طائفية تشكل مجالاً حيوياً لإسرائيل. فكان من المقرر تقسيم العراق إلى دويلات كردية وسنّية وشيعية. وكان من المقرر تقسيم سوريا ولبنان إلى دويلات علوية فمسيحية فدرزية بعد تهجير السنّة والشيعة عن مناطق الساحل، إلى الداخل السوري بالنسبة للأول وإلى جنوب العراق بالنسبة للآخرين. وكان مقرراً إقامة دولتين سنّيتين في دمشق وحلب على أن تكون الدولة الدرزية الممتدة من الشوف في الغرب إلى حاصبيا فالجولان وجبل الدروز شرقاً، هي العازل بين إسرائيل وهذين الكيانين السنّيين.

الكنيسة و الزعيم الدرزي وليد جنبلاط. كلاهما كان منضوياً في المشروع وهذا يفسر التقارب بينهما. كما أن بعض أركان النظام في سوريا كان منضوياً في نفس المشروع ما يفسر التحالف الذي عقد بين المجموعة التي انضوت تحت لواء «14 آذار» ونائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام واللواء غازي كنعان. هذا أدى بالقوات اللبنانية إلى دعم مشروع «14 آذار» بقوة بعد خروج زعيمها سمير جعجع من السجن.
أما رهان الكنيسة على استعادة الغلبة الديمغرافية التي فقدت منذ زمن بعيد فكانت عبر المساهمة في تهجير المسيحيين العراقيين الذين يبلغ عددهم نحو مليونين غالبيتهم من الآشوريين إلى لبنان فيكونون مادة الحرب الأهلية الجديدة في لبنان والكتلة الديمغرافية التي تساهم في إنشاء وطن مسيحي صرف في جزء من لبنان. هذا كان أحد الأسباب التي جعلت الرئيس السوري بشار الأسد يمنع وصول الآشوريين إلى لبنان ومنحهم فرصة للاستقرار في منطقة الجزيرة شمال شرق سوريا.


++
وطن قومي آشوري في شمال العراق

في 25 تموز 1978 تأسس في لبنان حزب باسم (شورايا) بمساعدة بشير الجميل والكتائب وفي خضم الحرب الاهلية اللبنانية ، وهي نفس السنة التي ولدت فيها (القوات اللبنانية) . الحزب يدعو الى وطن موحد لكل (الآشوريين) من كل العالم في شمال العراق بحماية دولية. وبعد احتلال العراق انتعشت الآمال، وبمناسبة مرور 25 سنة على تاسيسه عقد حزب شورايا مؤتمرا له في مدينة فيزبادن الالمانية بتاريخ 26 تموز 2003 شارك في المؤتمر:

1ـ ممثلو فروع الحزب من لبـنان، سوريا، اليونان، روسيا، فرنسا، ألمانيا، السويد، الدانمارك، الولايات المتحدة الأمريكية وكندا.
2ـ الأحـزاب والتنظيمات الآشـورية التالية:

ـ الحركة الديمقراطية الآشورية
ـ المنظمة الآشورية الديمقراطية
ـ الاتحاد الآشوري العالمي
ـ الحزب الوطني الآشوري
ـ حزب تحرير آشـور
ـ حركة التحرير الآشورية.

3ـ القـوات اللبــنانيـة بشخص ممثلها في فرنسا إيلي براغيـد.

4ـ الأمير أنور معاوية الأموي ممثل الطائفة اليزيدية في العالم.

5ـ بالإضافة إلى شخصيات سياسية وثقافية أخرى من أبناء الشعب الأشوري في المهجر.

استهل المؤتمر بالوقوف دقيقة صمت لإستذكار الشهداء والمعتقلين من أبناء الشعب الأشوري، ثم عرض عريف الاحتفال لمحة موجزة عن حزب شورايا الذي جاءت انطلاقته من لبـنان، حيث كانت البداية في(25/ 7/1978). ويتطلع الحزبيون إلى لبـنان كبلدهم الثاني (الأول هو العراق) لما قدمه هذا البلد من خدمات إنسانية وإدارية واجتماعية وثقافية لأبناء الشعب الأشوري هناك، وبدوره حزب شـورايا وضمن إمكانياته المتواضعة قد قام بواجباته الوطنية في لبـنان.

ثم تليت كلمات من وحي المناسبة لممثلي المؤسسات السياسية، تمّ التطرق خلالها الى الوضع الأشوري بشكل عام والاستحقاقات المرتقبة في الوطن (العراق) بشكل خاص.

كلمة الحزب الوطني الأشوري القاها مسؤول العلاقات الخارجية تيري كنو وطالب فيها بالحقوق السياسية والادارية والثقافية للأشوريين والاعتراف بهم كقومية ودعا الأحزاب الأشورية مجتمعة الى العمل من أجل ذلك.

كلمة حزب تحرير أشور القاها السيد جورج مراحة وطالب فيها بالاعتراف بالأشوريين كقومية مستقلة وترسيخ ذلك في الدستور العراقي، وطالب بخلق مرجعية اشورية بعيدا عن التأثيرات الخارجية والتزام مقررات مؤتمري لندن وامستردام والتي وافقت عليها 28 منظمة وعشرة أحزاب أشورية في آذار 2003.

كلمة المنظمة الديمقراطية الآثورية القاها السيد نينوس حنا ممثل المنظمة في اوروبا والذي اعتبر فيها أن قضية الشعب الأشوري عادت لتأخذ مكانها اليوم في الأجندة الدولية بعد غياب استمر أكثر من 54 عاما منذ تقديم آخر مذكرة ناقشتها الأمم المتحدة عام 1949، ودعا الى ضرورة وجود تعددية سياسية والى عقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة يشارك فيها إعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر وممثلون عن دول الجوار العراقي لبحث شكل النظام السياسي في العراق.

كلمة الإتحاد الآشوري العالمي القاها السناتور الأميركي جان نمرود السكرتير العام للإتحاد الذي دعا الى اعتماد لغة واحدة لشعب واحد في وطن واحد، وركزّ على تضحيات حزب شورايا في لبنان وعرض لمسار الاتصالات مع الإدارة الأميركية وأكدّ على الاعلان الصادر عن مؤتمر امستردام والمقررات السبع التي اتخذت هناك، وهذه المقررات ستكون اساس مشروع التوصيات الأشورية للدستور العراقي الجديد، والذي يعمل عليه خمسة محامون لإنهائه في شهر آب المقبل.

ثم كانت مداخلة للقوات اللبنانية القاها ممثلها في فرنسا ايلي براغيد شدّد فيها على العلاقة الوطيدة التي تجمع القوات اللبنانية بحزب شورايا منذ العام 1978 ولغاية اليوم وعلى التضحيات التي قدّمها الشعب الأشوري خلال الحرب والشهداء الذين سقطوا في صفوف القوات اللبنانية دفاعا عن الوجود المسيحي وحفاظا على سيادة لبنان. واعتبر أن الوجود المسيحي الحرّ في الشرق هو ضمانة للحرية والديمقراطية والتعددية ورأى أن تغيير الأنظمة يجب أن يتماشى والحقائق المجتمعية لا أن تطمس الحقائق المجتمعية لتتماشى مع الأنظمة.

وختاما كانت كلمة حزب شورايا القاها رئيس المكتب السياسي غسان يونان ذكّر فيها بانطلاقة الحزب من لبنان وانتشار فروعه في أوروبا وأميركا، ونوّه بالدعم الذي قدمته القوات اللبنانية سواء في لبنان او خارجه وعلى صلابة الرابط بينهما، ودعا في هذا الظرف المصيري كافة القيادات الكنسية الى القيام بالتزاماتهم وواجباتهم الوطنية والقومية تجاه شعبهم وطالب بعقد مؤتمر استثنائي على أرٍض العراق على مستوى رؤساء الكنائس الخمسة (الكلدانية والسريانية الارثوذكسية والكاثوليكية والمشرقية الآشورية بشقيها الغربي والشرقي) لإعلان الوحدة بينها كي يتمكن الشعب الأشوري من نيل حقوقه في عراق المستقبل.

وشدّد على ضرورة نيل الشعب الأشوري لحقوقه السياسية والدينية والثقافية والإدارية والاجتماعية ضمن عراق ديمقراطي تعددي حرّ، يساهم فيه جنبا الى جنب مع باقي مكوناته الدينية والاثنية، وان يكون عراق المستقبل بدستوره الجديد عامل وحدة وطنية وان لا يتولد الشعور بالغبن والتهميش لدى أية قومية او فئة او مجموعة عراقية، اما إذا اعتمد النظام الفدرالي لأي فصيل عراقي، عندها سيطالب الأشوريون بإقامة كيان أشوري يجتمع فيه الشمل ويعيد بناء نفسه ويمتلك مقومات إدارة شؤونه الذاتية ويكون مرحليا تحت حماية دولية. متفهما الضرورات الأمنية المحيطة به وملتزما وحدة أرٍض الوطن الأم (العراق).

كلمة عضو المجلس السياسي في القوات اللبنانية الأستاذ ايلي براغيد

هي ليست بصدفة تجمعنا اليوم، ولا هي مناسبة نلبيها ونشارك فيها من باب المجاملة، فشورايا والقوات اللبنانية كانا معا في الأمس وهما معا اليوم وسيظلان معا في المستقبل.

في 25 تموز 1978 إنطلق حزب شورايا من لبنان، وفي العام نفسه كانت باكورة إنطلاقة القوات اللبنانية على يد المؤسس الرئيس الشهيد الشيخ بشير الجميّل. يومها عقدنا العزم سويا أن ندافع عن مسيحيتنا ووجودنا الحرّ في لبنان والشرق، تجمعنا قضية واحدة وتراث واحد وتاريخ واحد، والأهم تجمعنا علامة صليب واحدة والتي به سننتصر.

وقفنا سويا في وجه كل المخاطر التي تتهددنا، مخاطر التتريك والتعريب والتكريد لطمس هويتنا وتذويبنا. ونقف اليوم هنا في فيسبادن يدا بيد وجنبا الى جنب بعد 25 عاما لنواجه سويا المستقبل، بذات العزم والإيمان والعنفوان والكرامة.

وإذ نتوجه الى شورايا، نتوجه من خلاله الى اهلنا، الى تراثنا، الى جذورنا، فالشعب الأشوري بنظرنا هو الجذع الذي نبتت منه فروع وأغصان فنمت وازدهرت كنائس ومنها السريانية الكاثوليكية والأرٍثوذكسية والكلدانية الكاثوليكية والمشرقية بشقيها الغربي والشرقي، بالإضافة الى زهرة لبنان أعني بها الكنيسة المارونية.

إذا كانت غائية قيام القوات اللبنانية هي الحفاظ على الوجود المسيحي الحرّ في لبنان، فإن هاجس القوات يبقى في تأمين حرية المسيحيين في الشرق، في أرضهم، وفي مهد حضارتهم (العراق) فكما كان الوجود المسيحي أساس وجود الكيان اللبناني، فإن وجودكم وتجذركم في الشرق هو أساس الحرية والديمقراطية والتعددية هناك.

إننا نعلم جيدا، وبعد التطورات الأخيرة في أرض ما بين النهرين مدى القلق على المستقبل الذي ينتاب شعبنا الأشوري، خصوصا في ما يتعلق بحلّ المسألة الإتنية والدينية لصالح العرب والأكراد.

ونحن من جهتنا، وخلال إتصالاتنا بمراكز القرار في العالم سواء في الولايات المتحدة او اوروبا وخلال زياراتنا الى حاضرة الفاتيكان، لم ولن نترك مناسبة إلا ونتطرق فيها الى مستقبل الشعب الأشوري بكل مكوناته وفروعه، مطالبين بإعادة الحق الى أصحابه وإعادة صاحب الأرض الى أرضه، إعادته من حيث طرد وإعادة ممتلكاته.(انتهى الاقتباس)

يعتبر اعضاء شورايا (فلاسفة أو منظري) الحركة الاشورية . الجناح الفكري وليس العسكري.

++

ألم أقل لكم دائما ان إقامة وطن قومي يحتاج الى هولوكوست وحملة رعب وإرهاب؟ مسكين ياعراق، كم من الأقوام يتنازعون شمالك ؟ ومازال البعض ينزعج من كلمة (مؤامرة) في حين ان احزابا تنشأ ومؤتمرات تقام واموال تسفح ودماء تسفك ودول راعية وجيوش حامية وحدود ترسم من عشرات السنين !

في الحلقة المقبلة : العلاقة بين الكرد والقوات اللبنانية متى بدأت وأين المصلحة! اضغط هنا

هناك 5 تعليقات:

  1. محب أكول : مسكين ياعراق ..
    ماتتناسب وعظمة العراق .

    برغم إن الواقع والمجرمون من كل صوب وحدب ..
    أه يا عراق ما أكثر أعداؤوك و قاتلوك ؟؟!!

    كل العالم كل الدول كل الشعوب كل الاحزاب كل المؤسسات كل المنظمات كل الشخوص كل الحكام كل التجار ...

    الكل الكل يحاول قتلك ..

    كما فعل الكل في قتل سيدك وقائدك .
    نعم الكل قتل شهيد الأضحى الكل ..

    وهكذا يريدون تكرار الفعل مع أبو الأوطان .

    ردحذف
  2. أريد أن أقدم شكري وامتناني وتقديري الكبير لهذه الموسوعيه في التحليل والتمحيص لاستخراج الحقائق المدفونه وهذا برايي هو الجهاد بعينه, نعم جهاد القلم والكلمه واللسان وهولايقل عن الجهاد بالمال والنفس. طوبى لك يا عشتار هذا الجهد المبارك ولا نامت أعين الجبناء. نعم أن المسيحيين قتلوا الأبرياء من قبل ويقتلون ولا يزالون ولكن ليس كلهم طبعا مثلما قتل مسلمو ايران وأتباعهم وأفحشوا. بقي أن نقول لله وللتأريخ فأن المسلمين الحقيقيين لم يقتلوا أحداً بظلم وانما نوّروا العالمين ونشروا العدل أينما حلوا والتأريخ خير شاهد.

    ردحذف
  3. عشتورة,
    هل وقعت على أي معلومة "خلال بحثك" تشير الى أن حرب تموز 2006 بين أسرائيل و حزب الله, كانت عبارة عن نوع من انواع التدريب لميليشيا سمير جعجع؟



    عراق

    ردحذف
  4. عراق .. لم ابحث في هذا الاتجاه، اذا عندك شيء هاته.

    ردحذف
  5. لا ..ليس لدي شئ مُوثق, أنما "طراطيش كلام" بأن حرب تموز شنتها اسرائيل, لتدريب "القوات اللبنانية"على كيفية التعامل مع حزب الله على ارض الواقع!
    ظننت أنك ربما وقعت من خلال بحثك عن ميليشيا جعجع على اي اشارة لهذه المعلومة؟


    عراق

    ردحذف